Header Ads

داء القطط و الحمل ، ما العلاقة بينهما ؟؟

هل داء القطط يسبب الاجهاض حقا ؟ هل يجعل صوت الحامل مواء كصوت القطة ؟ هل هو مرتبط بالحمل فقط ؟

لا بد من أنكِ سمعتي بالنصيحة التي تقول  " لا تقتربي من القطط  و خاصةً  اذا كنتِ حامل أو في انتظار حدوث حمل حتى لا تصابين بداء القطط ! " بالطبع هذا ليس لأن الإقتراب من القطط أثناء فترة الحمل قد يتسبب في تغيير لون عينيكِ أو ربما تغيير صوتك ليشبه صوت القطة.... و لكن الحقيقة أن  هذه النصيحة لمنع المشاكل الصحية التي قد تحدث أثناء فترة الحمل نتيجة للتعامل مع القطط بشكل أو بآخر ... لمَ هذا ؟
 و ما هي علاقة القطط بالموضوع ؟
و ما هو داء القطط ؟ كل هذه الأسئلة سوف نُجيب عليها من خلال هذا الموضوع ...    
ما هو داء القطط أو داء المقوسات ؟  
 داء القطط أو داء المقوسات أو( Toxoplasmosis ) هو عبارة عن عدوى طُفيلية  تحدث نتيجة للإصابة بنوع من الطُفيليات يعرف بإسم توكسوبلازما ( Toxoplasma gondii ) و هذا النوع من الطُفيليات يعيش في أمعاء القطط بشكل أساسي و ينتقل في براز القطط ليسبب تلوث التربة و الفواكه و الخضراوات و المياه و بالتالي ينتقل إلى الإنسان مسبباً داء القطط . عندما يُصاب به الإنسان فإنه يُكون أكياس أو تجمعات في أعضاء مختلفة منها المخ، العضلات، شبكية العين، الكبد و غيرها من الأعضاء. و يختلف تأثير هذا المرض حسب مناعة الجسم ..ففي معظم الحالات تكون مناعة الجسم قوية و بالتالي لا تظهر أي اعراض و ربما لا يعرف الشخص باصابته بالمرض ، و لكن في حالات اخرى عندما تضعف مناعة الجسم لأي سبب ينشط المرض ليسبب عدوى شديدة و قد يؤدي لمشاكل خطيرة مثل التشنجات، التهاب الشبكية و غيرها .    
كيف تحدث الاصابة بداء القطط ؟ كما ذكرنا فإن الطُفيل المُسبب لداء القطط يعيش بشكل أساسي في أمعاء القطط و يمكنه التكاثر بداخلها فقط و بالتالي ينتقل في براز القطط  و عندما يتعامل الانسان مع القطط التي تحمل هذا الطُفيل فإنه يكون الأكثر عُرضة للاصابة . وتحدث الاصابة من خلال : -
ملامسة بيت القطط أو وعاء الأكل أو وعاء التبرز الخاص بها و الذي قد يحتوي على الطُفيل خاصة في القطط المُصابة أو القطط التي تتغذى على اللحوم النيئة .
-   شرب المياه المُلوثة ببراز القطط .
-  الفاكهة أو الخضراوات الغير مغسولة جيداً و التي تكون قد تلوثت من التربة  التي تحتوي على الطُفيل .
-   ملامسة اللحوم النيئة أو الغير مطهوة و خاصة لحوم الضأن، الخنزير و البقر و ذلك لأنها قد تحتوي على الطُفيل .
-  استخدام الأوعية و ألواح التقطيع و السكاكين المُلوثة دون غسلها جيداً بالماء و الصابون .
- في حالات نادرة جداً يمكن أن ينتقل من خلال الدم أو من خلال زراعة الاعضاء و خاصةً عضو يحتوي على الطُفيل بداخله  .    
 هل يمكن أن ينتقل المرض من شخص لآخر ؟  
هذا المرض ينتقل من الحيوانات و خاصةً القطط إلى الانسان كما ذكرنا في طرق العدوى من قبل ولكن انتقاله من شخص لآخر يحدث في حالات نادرة جداً مثل عند نقل الدم أو في حالة زراعة الاعضاء المُصابة . أيضاً يمكن أن ينتقل من الأم للجنين أثناء فترة الحمل و ذلك اذا اُصيبت الأم أثناء الحمل أو قبل الحمل مباشرةً .. لكن في حالة اصابة الأم بفترة طويلة قبل الحمل على الأقل من 6 -9 شهور فإنها غالباً لا تنقله للجنين وذلك لوجود مناعة قوية عندها ضد المرض يمنعه من الانتقال للجنين .    
من هم الاشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ؟  
هذا المرض من الأمراض المنتشرة على مستوى العالم في جميع الدول و قد تكون أحد المصابين به و لكن لوجود مناعة قوية فان الطُفيل يكون في حالة خمول و لا تظهر أي أعراض على معظم الاشخاص .. و الاشخاص الأكثر عُرضة للاصابة هم الذين يتعرضون للاسباب او طرق انتقال المرض كما ذكرنا من قبل ...
و لكن الأهم أن المرض يكون خطرا أكثر في الاشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل :
- مرضى نقص المناعة الذاتية أو الايدز .
- الاشخاص الذين يأخذون مواد مُثبّطة للمناعة او كورتيكوستيرويدات ( corticosteroides ) .
- مرضى العلاج الكيماوي لأي سبب .
- مرضى زراعة الاعضاء .
- السيدات الحوامل .    
ما هي الأعراض و المضاعفات داء القطط ؟  
 تختلف أعراض المرض حسب مناعة الجسم ...
في معظم الحالات تكون مناعة الجسم قوية و بالتالي لا تظهر أعراض على الشخص أو تظهر أعراض خفيفة تشبه الى حدٍ كبير أعراض الانفلونزا  مثل :
- ارهاق .
-ارتفاع في درجة الحراة .
-صداع .
- تضخم في الغدد الليمفاوية . 
- اعياء في الجسم .
و لكن في حالة ضعف المناعة ، ينشط الطُفيل ليسبب اعراض اكثر خطورة منها :
-صداع و تشنجات .
- مشاكل في الرئتين تشبه الدرن او الالتهاب الرئوي الذي يحدث في مرضى الايدز .
-مشاكل في الشبكية قد تؤدي الى العمى في الحالات الشديدة .
عند اصابة الام أثناء فترة الحمل فإن العدوى تنتقل للجنين و يحدث هذا أكثر في الثُلث الاخير من الحمل و لكنه أخطر في الثُلث الأول من الحمل ...معظم الحالات تنتهي بالاجهاض ولا يكتمل الحمل ...
و في حالات قليلة قد يستمر الحمل و يُصاب الجنين بالعدوى أثناء وجوده في رحِم الأم .
وقد يسبب هذا مشاكل تظهر بعد الولادة  مثل :
- التشنجات .
- تضخم في الكبد و الطحال .
- اصفرار لون الجلد .
- اصابة الشبكية مما يؤدي الى الالتهابات .
و لكن في معظم الحالات تظهر الأعراض بعد سن البلوغ في شكل فقدان السمع ،اعاقة ذهنية، اعتلال الشبكية و العمى .    
كيف يمكن تشخيص داء القطط ؟ و ما هي الفحوصات المطلوبة أثناء فترة الحمل ؟  
 لا يوجد فحوصات روتينية لتشخيص هذا المرض و ذلك لعدم وجود أعراض خطيرة إلا في حالات قليلة...
كما أن الأعراض تشبه إلى حدٍ كبير أعراض الانفلونزا ...
و لكن عند الاشتباه في وجود هذا المرض أو في حالة الحمل فيمكن عمل اختبارات لتأكيد أو نفي وجود المرض منها :  
1- اختبار لتحديد وجود الجسم المُضاد في الدم :  بعد الاصابة بالمرض فأإن الجسم يُكوّن اأجسام مُضادة ضد الطُفيل من نوع IgM  و ذلك بعد حدوث العدوى مباشرةً وتستمر لفترة تصل الى شهر ..ثم يظهر نوع آخر من الأجسام المُضادة من نوع IgG و تستمر مدى الحياة كدليل على حدوث العدوى و وجود مناعة ضدها ...يعتمد هذا الاختبار على تحديد هذه الاجسام المُضادة في الدم و بالتالي يتم معرفة ما اذا كان هناك عدوى نشطة أو قديمة أو أنه ليس هناك عدوى من الاساس بناءاً على نوع الأجسام المُضادة في الدم .  
2- اختبار جزيئي لتحديد الحمض النووي DNA الخاص بالطُفيل في سوائل الجسم :    
يعتمد هذا الاختبارعلى تحديد الحمض النووي الخاص بالطُفيل في سوائل الجسم مثل الدم ، السائل حول المخ ، السائل الأمنيوسي حول الجنين و بالتالي يتم معرفة ما اذا كان هناك عدوى نشطة بالفعل أم لا .    
في السيدات الحوامل و حين الاشتباه في اصابة الجنين فإنه يُمكن عمل الفحوصات التالية للتأكد من اصابة الجنين مثل :
- فحص عينة من السائل الأمنيوسي :   حول الجنين لتحديد وجود الاجسام المُضادة أو تحديد الحمض النووي الخاص بالطُفيل و يتم هذا بعد  الاسبوع ال 15 من الحمل كجزء من اختبار TORCH ( هو عبارة عن فحص لتحديد انواع من الميكروبات التي تصيب الام اثناء الحمل و تسبب اجهاض او تشوهات خلقية في الجنين و يشمل داء القطط Toxoplasma ، فيروس الحصبة الألمانية Rubella ، فيروس الخلايا العملاقة  Cytomegalovirus، فيروس الهربس Herpes simplex virus  ) .  
- اشعة تليفزيونية أو سونار   لتحديد بعض العلامات المرضية في الجنين مثل استسقاء الرأس أو تضخم الرأس نتيجة لزيادة تجمع السائل حول المخ  ، في حالات الاصابة الشديدة و خاصة اصابة الجهاز العصبي المركزي و المخ يمكن عمل الفحوصات التالية :
-اشعة رنين مغناطيسي أو MRI على المخ .
- عينة من نسيج المخ و فحصها عن طريق الميكروسكوب .    
ما هو العلاج داء القطط ( داء المقوسات ) ؟  
يتم علاج داء القطط عن طريق استخدام المُضادات الحيوية مثل بيريميثامين Pyrimethemine و هو نوع من مضادات حمض الفوليك و سالفاديازين Sulfadiazine .
و هذه الانواع من الادوية يتم اعطاؤها للحالات التي تعاني من أعراض شديدة   بالاضافة الى جرعة من حمض الفوليك و فيتامين ب B. بالنسبة لمرضى الايدز فان العلاج يكون باستخدام نفس الادوية أو يتم استخدام كلينداميسين Clindamycin  بدلاً من مجموعة السالفاديازين و ذلك لمدى الحياة أو حتى تصبح نسبة الخلايا المناعية CD4 مرتفعة لمدة 3 - 6 شهور .
في السيدات الحوامل المُصابة بالمرض و في حالة عدم اصابة الجنين يُستخدم مضاد حيوي سبيراميسين Spiramycin  و ذلك لتقليل فرصة حدوث أعراض عصبية في الجنين . أما في حالة اصابة الجنين يتم استخدام بيريميثامين Pyrimethamine  و سالفاديازين Sulfadiazine و ذلك بعد الاسبوع ال 16 من الحمل لتجنب الآثار الجانبية لهذه الادوية . أما في الأطفال المواليد و الذين اُصيبوا بالمرض أثناء وجودهم في رحِم الأم فالعلاج يكون مثل البالغين بنفس المضادات الحيوية و يتم متابعتهم و متابعة الأعراض الخاصة بهم من قِبل طبيب الأطفال و خاصةً في السنة الأولى من العُمر .    
كيف يمكن الوقاية من داء القطط ؟    
تعتبر الوقاية هي الحجر الرئيسي في علاج هذا المرض و تجنب الاصابة به ...و يتم ذلك من خلال تجنب الأسباب المسئولة عن حدوث الاصابة مثل :
-ارتداء قفازات و أقنعة الوجه أثناء التعامل مع القطط أو تنظيف الاوعية التي تستخدمها .
-استعمال القفازات أيضاً أثناء التعامل مع اللحوم النيئة و تجنب تناولها إلا اذا كانت مطهوة جيداً .
-غسل الأواني ، ألواح التقطيع ، السكاكين و غيرها من أدوات المطبخ بالماء الساخن و الصابون جيداً قبل استعمالها .
-غسل الخضراوات و الفواكه قبل تناولها و يُفضَل أيضاً ازالة القشرة الخارجية لها .
-تجنب شرب الألبان الغير مُبسترة و ذلك لامكانية احتوائها على الطُفيل .
-تغطية ألعاب الأطفال بعد الانتهاء من اللعب حتى لا تتلوث بوجود القطط حولها .
-يُفضَل عدم اقتناء قطط الشوارع و المحافظة على وجود القطط نظيفة داخل المنزل .
 -تجنب اطعام القطط اللحوم النيئة و بدلاً من ذلك يمكن استخدام طعام القطط المُعلّب .
من خلال طرق الوقاية هذه فإنه يمكنك حماية نفسك و عائلتك من الاصابة بداء القطط .و لا تنسى استشارة الطبيب البيطري لفحص القطط بانتظام ..كما يمكنك مراجعة  طبيبك الشخصي في حالة ظهور  أي أعراض و لمعرفة معلومات أكثر عن طرق الوقاية .   الخلاصة داء القطط من الأمراض المُعدية التي تنتقل من الحيوانات (القطط) إلى الانسان ..و تختلف شدة الاصابة و الأعراض على حسب مناعة الجسم ..حيث يمكن أن تكون مجرد أعراض كالانفلونزا و يمكن أن تكون في شكل مضاعفات خطيرة مثل التشنجات و الالتهاب الرئوي . يمكن أن ينتقل المرض من الأم للجنين أثناء فترة الحمل و ذلك اذا كانت الأم اُصيبت به قبل الحمل مباشرةً أو أثناء الحمل و تكون أكثر فرص انتقاله للجنين أثناء الثُلث الأخير من الحمل و أقلها في الثُلث الأول ..و لكنه أكثر خطورة في بداية الحمل لارتفاع نسبة الاجهاض أو حدوث مضاعفات في الجنين . تشخيص داء القطط يعتمد على تحديد الاجسام المُضادة في الدم أو في سوائل الجسم ..كما يمكن تشخيصه عن طريق تحديد الحمض النووي في سوائل الجسم المختلفة . الاشعة التليفزيونية ،الرنين المغناطيسي و عينات السائل الأمنيوسي تعتبر أيضاً من الفحوصات التي تساعد في التشخيص . يتم علاج داء القطط في الاشخاص ذوي المناعة الضعيفة عن طريق استخدام المضادات الحيوية ..و الوقاية منه تكون عن طريق تجنب طرق انتقال المرض مثل ارتداء القفازات اثناء التعامل مع القطط و اللحوم النيئة ، غسل الخضراوات و الفواكه و أواني الطبخ جيداً . 



ليست هناك تعليقات

زوار الصفحة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.